التهاب الجلد والعضلات المناعي / التهاب العضلات المتعددة Polymyositis / Dermatomyositis

 

اعداد : د. سوسن عبدالله أل عبدالحي 

استشارية الأمراض الباطنية و الروماتيزم

 

 

التهاب العضلات المتعددة/ التهاب الجلد والعضلات المناعي

Polymyositis and dermatomyositis                             

التعريف:

التهاب العضلات المتعددة (Polymyositis)هو مرض غير شائع يسبب ضعف العضلات، جميع الفئات العمرية معرضة للإصابة بهذا المرض ولكن غالبًا ما يصيب التهاب العضلات البالغين من أواخر الأربعين وحتى أوائل الستين، أما عند الأطفال فيظهر ما بين 5 و15 سنة من العمر، تزيد نسبة انتشار المرض لدى النساء ب 2.5 مرة عن الرجال، فيما تكون النسبة متساوية لدى الأطفال.

وفي الحالات التي يترافق فيها التهاب العضلات بالتهاب جلدي، يسمى المرض التهاب الجلد والعضلات (Dermatomyositis) وهناك أشكال مختلفة لإصابة الجلد أشهرها في منطقة المفاصل الصغيرة في الكفين – عُقيدات جوترون (Gottron’s Papules)، وأخرى حول العين وعلى الوجنتين وتعرف طفح الهليوتروب (Heliotrope Rash)

الأعراض

ضعف متماثل في العضلات الدانية (proximal muscles) ويشمل عضلات الفخذين والجزء العلوي من الذراعين. وينتج عن ذلك صعوبة صعود السلالم أو النهوض من وضعية الجلوس أو رفع الأشياء إلى أعلى أو حتى رفع اليدين لتسريح الشعر. ويحدث التدهور في قوة العضلات تدريجيًا على مدى أسابيع أو أشهر.

وينصح بزيارة الطبيب إذا كنت تعاني ضعفًا في العضلات غير مبر، بمعنى غير ناتج عن مجهود غير طبيعي أصاب العضلات كرياضة شديدة.

الأسباب

للأسف فإن السبب الحقيقي للإصابة بالتهاب العضلات غير معروف، ولكن يعتقد أنّه ناتج عن اضطرابات في المناعة الذاتية، حيث يقوم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ بمهاجمة أنسجة الجسم.

 مضاعفات التهاب الجلد والعضلات

قد تحدث بعض المضاعفات لدى عدد بسيط من المرضى مثل صعوبة في التنفس إذا اصيبت عضلات الصدر، أو صعوبة البلع إن أصيبت عضلات المريء، وفِي حالات أخرى قد يصاب المريض بالتهاب العضلة القلبية مما قد يسبب اضطراب في نبض القلب ونادراً فشل القلب الاحتقاني، ويمكن أن يحدث داء الرئة الخلالي الذي ينتج عنه تليف نسيج الرئة مع التهاب الجلد والعضلات فيصاب المريض بسعال وضيق في التنفس.

كلاهما يرتبط بالأورام الخبيثة في حالات قليلة، وخاصة في عنق الرحم والبنكرياس والمبيضين والثديين والقناة الهضمية والمثانة البولية، ويزداد نسيياً الارتباط عند مرضى التهاب الجلد والعضلات مقارنة مع التهاب العضلات فقط.

لذلك يتوجب على الطبيب المعالج إجراء فحوصات خاصة منهما فحوصات سريرية وأشعة للتأكد من عدم وجود أحد هذه الأمراض لا سمح الله.

تشخيص التهاب الجلد والعضلات

في حالة الإشتباه بإصابتك بالتهاب العضلات، يستدعي إجراء بعض الاختبارات التالية:

  • اختبارات بعض الدم:

يساعد اختبار الدم في معرفة إذا كان هناك ارتفاع مستويات إنزيمات العضلات والذي يُشير إلى تلف العضلات، كذلك قد يتم اكتشاف أجسام مضادة ذاتية معينة ترتبط بالأعراض المختلفة لالتهاب العضلات.

  • تخطيط كهربية العضل(Electromyography):

ويتم عن طريق إدخال إبر رفيعة عبر الجلد وصولاً إلى العضلة، وقد تؤكد التغييرات في نمط النشاط الكهربائي على تشخيص المرض.

  • خزعة العضلات:

استئصال قطعة صغيرة من النسيج العضلي جراحيًا (يتم الطبيب باختيار العضلة، غالباً عضلة الفخذ) لتحليلها في المختبر، والتي تكشف عن نوع الإلتهاب وشدة التلف في العضلات.

  • خزعة الجلد:

قد يأخذ الطبيب قطعة صغيرة من الجلد لاكتشاف نوعية الإلتهاب.

  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):

في بعض الأحيان يطلب الطبيب المتابع للحالة التصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم الإلتهاب الموجود في العضلات.

العلاج

عادة ما يقوم الطبيب المعالج بوضع الخطة العلاجية بناءً على الأعراض التي تعاني منها، إن الإلتزام بالعلاج من شأنه أن يحسِّن قوة العضلات ووظيفتها وكذلك التخلص من الطفح الجلدي، وكلما بدأ العلاج مبكراً في مرض التهاب العضلات المناعي كانت النتائج أفضل واحتمال حدوث مضاعفات أقل.

الأدويّة

يشمل العلاج أدوية متعددة، حيث  يختار منها الطبيب العلاج المناسب لحالة كل مريض بناءاً على الأعراض ومدى استجابتها للعلاج، وعادة ما يستخدم أكثر من دواء للمريض الواحد في الوقت نفسه، وقد يضطر الطبيب إلى أن  يستبدل الدواء بآخر اذا وجد عدم استجابة المرض له، ومن هذه الأدوية على سبيل الذكر وليس الحصر أدوية الكورتيزون(Cortisone) وهي ذات فعالية كبيرة في السيطرة على أعراض التهاب العضلات، يبدأ الكورتيزون بجرعة عالية ثم يقلل الطبيب جرعات الدواء تدريجياً وهذا من شأنه يقلل من احتمال حدوث آثار جانبية للعلاج، لذلك يجب مراعاة اتباع ارشادات الطبيب بدقة.

وأشهر دوائيين مستخدمين لعلاج التهاب العضلات المتعددة فهما ميثوتريكسات (Methotrexate) والأزاثيوبرين (Azathioprine)، وتتضمن الأدوية الأخرى التي توصف لالتهاب العضلات مايكوفنوليت موفيتيل (Mycophenolate mofetil)، سيكلوسبورين (Cyclosporine) تاكروليموس (Tacrolimus)و ريتوكسيماب (Rituximab). وتُعتبر المعالجة بالغلوبولين المناعي (Immunoglobulin) أحد وسائل العلاج.

ويعتمد الطبيب عند متابعة الحالة الصحية للمريض في الأساس على متابعة التحسن في قوة العضلات، مع مراقبة مستوى إنزيمات العضلات في تحليل الدم.

العلاج الطبيعي

قد يحتاج المريض إلى بعض التمارين الرياضية للحفاظ على قوتك ونشاطك، ويقوم أخصائي العلاج الطبيعي بتدريبه عليها.

التأقلم مع المرض والدعم العائلي

يجب على المريض أن يُطلع طبيبه باستمرار على أي علامات أو أعراض جديدة قد يعانيها، عادة ما يستعيد الجسم عافيته وتستعيد العضلات  قوتها بالتدريج، اذ لا بد أن يستمر المريض بمزاولة  نشاط اليومي بأفضل ما يمكن فهذا من شأنه ان يعيد له نشاطه، وكذلك عليه أن يستريح عندما يشعر بالتعب، لا ينتظر إلى أن يصل إلى حالة من الإرهاق، كذلك على المريض ألا يميل إلى العزلة وأن يبقى بالقرب من عائلته وأصدقائه للمحافظة على حالة نفسية مستقرة تدفع به لمزيد من التعافي بإذنه تعالى.

 

0

تبرعاتي