“الهيئة العامة للأوقاف” تنقذ 60 مريض روماتيزم من الإعاقة الدائمة

ضمن المرحلة الأولى من مبادرة “قادر”

   

أنقذت الهيئة العامة للأوقاف بالتعاون مع الجمعية الخيرية لرعاية مرضى الروماتيزم 60 مريضاً روماتيزمياً من إعاقة محققة، وذلك ضمن المرحلة الأولى من مبادرة “قادر” لإجراء عمليات تغيير المفاصل لمرضى الروماتيزم.

ووفق ما ذكره عدد من استشاريي جراحة العظام، وأطباء الأمراض الروماتيزمية الذين أشرفوا على إجراء العمليات بأنّ المرضى حالتهم كانت حرجة على وشك أن تتسبب لهم في إعاقة دائمة قبل أن تجرى لهم العمليات.

‎وقال استشاري جراحة العظام د. أحمد بن صالح الغامدي عن مدى استفادة مرضى الروماتيزم من عمليات تغيير المفاصل: إن استبدال المفاصل يعد واحدة من أكثر التدخلات الجراحية نجاحًا وفعالية مما يجعلهم أكثر نشاطاً وحيوية.

ويوصى د. الغامدي بإجراء العملية عمومًا كخيار أخير عندما يتعذر إدارة آلام المفاصل وعدم القدرة على الحركة بشكل فعال عن طريق أي علاجات أخرى، مؤكداً أن العملية تساهم في التخلص من المسكنات وآثارها الجانبية، كما أنها تقلص العبء المالي على المريض والمجتمع على حد سواء.

وبخصوص بعض الحالات التي أجريت لها عمليات تغيير المفاصل المتأثرة بسبب أمراض الروماتيزم، يقول استشاري جراحة العظام د. عبدالعزيز المعاوي: إن سيدة في الخمسينات لديها مشكلات في مفصل الحوض بسبب الروماتيزم وحصل لها مضاعفات والتهاب بكتيري في منطقة الحوض وتوقفت عن المشي سبع سنوات، وبحمد الله وفضله وبدعم من مبادرة “قادر” تم إجراء عملية تغيير مفصل معقدة لها، واستطاعت المريضة المشي في اليوم الثاني بعد العملية.

ويضيف د. المعاوي: إن معاناة المرضى مستمرة إلى حين إجراء العملية، فمثلاً هناك مريض تم تركيب عدد مفصلين للركبة وينتظر المفصل الثالث حتى تكتمل دورة حركة المفاصل لديه ثم يمارس مهامه اليومية بصورة طبيعية، ومن المعلوم أن المرضى يعانون بسبب طول قوائم الانتظار، ومبادرة “قادر” سرّعت حصول المرضى على التشخيص والجراحة في الوقت المناسب، لا سيما الذين يحتاجون تدخلاً جراحياً عاجلاً لتغيير المفصل.

من جانبه، جدد رئيس مجلس إدارة الجمعية د. محمد بن أحمد حمزة عُمير، شكره للهيئة العامة للأوقاف حيث تم تنفيذ 60 عملية منها ضمن المرحلة الأولى بنجاح، وقد ساهم ذلك بشكل كبير وملحوظ في تحسّن حياة مرضى الروماتيزم الذين أجريت لهم عمليات تغيير مفصل، حيث أن حاجتهم كانت ماسة للعملية سعياً من الجمعية في إحداث تغيير جذري في حياتهم، إضافة إلى أن ذلك يساهم في تخفيف قوائم الانتظار من المستشفيات الحكومية وتسريع إجراء العمليات تفادياً لحدوث إعاقة، مشيراً إلى أن الجمعية اتجهت لعقد شراكات مجتمعية مع القطاع الخاص لرفع سقف عدد العمليات وتسريع وتيرة العمل في المشروع لإجراء أكبر قدر ممكن من العمليات في زمن وجيز.

وفي سياق متصل، أعرب المدير العام التنفيذي محمد الطفيلي الزهراني، عن شكره للهيئة والقائمين عليها ممثلة في وزير الموارد البشرية والتنميّة الاجتماعية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأوقاف م. أحمد بن سليمان الراجحي، لما يقدمونه من خدمات جليلة للوطن والمواطن، مثمناً دور الهيئة المتعاظم في إنجاح الشراكة المجتمعية بينها والجمعية، والتي نتج عنها مبادرة “قادر”.

وأشار الطفيلي إلى أن أحد المستفيدين كان مقعداً منذ 27 عاماً، أجريت له أربع عمليات من أصل ست، استطاع على إثرها المشي والسجود والركوع، مؤكداً حرص الجمعية على تحسين جودة حياة مرضى الروماتيزم وتمكينهم من ممارسة حياتهم اليومية بصورة طبيعية، وسعيها في عقد المزيد من الشراكات المجتمعية مع الجهات الراغبة في خدمة المستفيدين، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن المستفيدين من العمليات تتراوح أعمارهم ما بين 25 إلى 58 عاماً.